الرئيسية غير مصنف 30يونيو.. درس يدعو للتفكير والتكفير

30يونيو.. درس يدعو للتفكير والتكفير

admin 0

A+ A-

30يونيو.. درس  يدعو للتفكير والتكفير

         كتبه / الرفاعى عيد

ما من شك أن 30 يونيو بروحه المتفردة , وعظمته الرائعة يشكل  لحظة تاريخية فا رقة في حياة المصريين , وما من شك أن خيارات التوافق المتعددة التي طرحتها كثير من القوى الوطنية قبل 30 يونيو  قد ضمر جسدها و تصدعت أركانها  بفعل داء التجاهل الذي أصاب النظام ( المعزول ) ,هذه الخيارات التي ما بقى منها على وجه الحياة أصبح مكسوا بالشكل الفرضي والفوري معا  لإنهاء هذه الأزمة التي لم يترك صناعها باب مفتوحا حين الرجوع , لم يجد نفعا حالة التناسي التي راح فيها صناع الأزمة خاصة مع ازدياد حجم المعاناة اليومية للمواطن البسيط  , بل  وفقدانه الأمل المؤكد في انجاز مطالب ثورته المسروقة قهرا وفي وضح النهار , فالتاريخ الذي سجل لهذا الشعب عظمة أبهرت العالم في 25 يناير لم يكذب ولم يتجمل , لكن الانحياز دائما للجانب المظلم في  التاريخ هو حتمية  لازمة الحدوث للمكابرين والمتعالين الذين يظنون انهم يملكون الشعوب  .

أما الآن فالأمر بات واضحا والاحتكام إلى العقل هو السبيل , بدلا من تعالى الأصوات الحمقاء التي تصدرت المشهد , والنعرات القاتلة الداعية إلى مزيد من الدماء ومزيد من التناحر ومزيد ومزيد من الانقسام , ربما كان بيان الأزهر الشريف الأخير  ناقوس خطر  بعدم الانجرار نحو مزيد من التصعيد , لكن الأهواء وأصحاب الأنفس ( المنفوخة ) كبرا وصلفا لن تأبى إلا ان تنفخ في النار فتزيدها سعيرا .. هكذا كانت تجرى الأحداث في مصر على نحو عام مضى ولا زالت , فلم نرى ولم نسمع إلا  وقودا من الألسنة يشعل نار الفرقة مكسوا بدماء المصريين . وخلافا للتوقعات  فربما ما نحن فيه ألان فرصة تلوح في أفق التوافق والاصطلاح - الشعبي وليس النخبوي - الأمر الذي بات مستحيلا في المشهد السياسي المصري وبعيدا تبادل الاتهامات  والدخول  في تفاصيل الخلاف , وخروجا من المضيق المظلم الذي دخله الجميع طوعا أو كرها نظاما ومعارضة, وخلافا لكل التحليلات والتوقعات فقد يبدو التوقيت الحالي نقطة انطلاق  مصالحة وطنية واسعة النطاق  على أسس محددة ومعلومة للجميع حاكمها الأعلى مصلحة الوطن ,  لزاما فيها  أن يتخلى الجميع عن انويه باتت ممقوتة تتوارى وراء شعارات ومصالح وأهداف  لاهي بالوطنية ولا هي  بالعامة وان تكون لحظات العقل الراجح هي الفاصل بعيدا عن التوجيهات والمشاورات ,فالأمر بات في غاية من الخطورة واعقد من الاستحقاق الدستوري الذي ينادى به البعض  بالبقاء أربعة سنوات  والتي (ان كانت )فإنما ستكون ملطخة  بدماء الشهداء دون توصيف أو انتماء ,والتي  (ان كانت ) فإنما ستكون ممزوجة برائحة الحاجة والعوز الكريهة , مغلفة بالشقاق والتنابذ والخلافات والعصبية المدمرة لأهم قيم المجتمع ,لذلك فلابد للجميع من الوقوف لحظات فهم عميقة لاستيعاب الدروس التي جاءت على شكل 30 يونيو لتكون دعوة للتفكير والتكفير