جاري تحميل ... مصــر اليوم

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

أوجاع الدستور .. بين يد مستعمر وفكر مستبد


أوجاع الدستور .. بين يد مستعمر وفكر مستبد
كتبه / الرفاعى عيد
اذا كان الدستور هو ذلك العقد الاجتماعى الذى ينظم حركة المجتمع فى ظل حركة توافقية مع كافة اطيافه والوانه, وعلى ذلك فان عماده الرضا والقبول وقد اجتهد علماء النظم فى تعريفه ليتفق الجميع على انه ابو القوانين واعلاهم شكلا وعملا اذ هو  مجموعة الأحكام التي تبين شكل الدولة ونظام الحكم فيها ، وسلطاتها (التشريعية . القضائية , التنفيذية ) ، وطريقة توزيع هذه السلطات ، وبيان اختصاصاتها ، وبيان حقوق المواطنين وواجباتهم , اذا هو  الحكم بين السلطات والمؤسسات والافراد , ومن بعده تأتى القوانتين , ولابدان تكون متفقة مع الدستور ومن بعدها اللوائح متفقة مع القوانين وليكون جميعهم متفقا مع الشعب ( مصدر السلطات ) وعلى ذلك فلا يجوز ان ينشا فى ظل حماية طائفة معينة ولا فى اطار رعاية فكرية محدده  , اذ قبول الاخر في روحه ونصه امر حتمى اللزوم, فى ظل ذلك التنظير الرائع وباسقاطه على واقع اقل روعة نرى ان ما حدث ويحدث ازاء قضية الدستور فى مصر - وسيحدث من بعدها لكل بلد سيمر بهذا المنعطف - لهو امر يدعو الى الاسى والحزن .. فما يحدث صراع احتدم .. وخلافا قد تزوج الفوضى , وبلغ التسلط فيه مبلغا , ليمر بمراحل التعسف الجائر , وسياسة الفرض الجديدة فى ثوب مختلف , ولا يظهر منها الا شكلا خطيرا من اشكال التهميش والاقصاء .. وكأن مقتول الامس قد عاد لياخذ بثاره فصار قاتلا .. تلك هى مفردات المشهد الباكى على الساحة المصرية تتفق رؤية ومنهاجا مع الساحة التونسية وان اختلفت التفاصيل قليلا (وكانه موعد مع القدر )  ياتى بعد ذلك السؤال المزيل فى الاحداث الجارية .. لماذا الاصرار المقصود تصريحا لفرض السيطرة واقصاء الجميع ؟!! لقد جاءت التصريحات واضحة من قيادات الجماعة الاخوانية لا لبس فيها ولا غموض ( نحن الاغلبية ومن حقنا ان نضع الدستور ) كان ذلك ردا على الوقفات الاحتجاجية التى كانت امام مقر انعقاد انتخاب اللجنة التاسيسية .. وانا اتساءل هل هذا فرض على الشعب قبوله , وهل الذين تظاهروا من (الهند ) مثلا ؟ وهل مصر كلها اما سلفية او اخوانيه ؟ اسئلة ستظل اجوبتها غائبة عن العقول التى اّن لها ان تتحكم لا ان تحكم وفق اهواء زائفة ولن اقول وفق صفقات و مخططات سابقة التجهيز اعمالا لمبدا احسان الظن فما حدث كان ولا يزال مخالفا للضمير الثورى النقى بل ومخالفا لكل الاعراف بدء من سقوط النظام الذى سقط معه دستوره اذ الدستور عنوان الثورة ليكون معبرا امنا ووحيدا , بموجبه وعلى اساسه تولد حياة سياسيه نظيفة ياتى من خلاله رئيس ذات صلاحيات مقبولة بعيدة عن المغالاة التى وصلت حد التأله.. ووزارة تتسم بالتعاون والمصداقية على ارضية من الفهم الحقيقى , وبرلمان متعددالالوان واسع التعبير يستمد شرعيته من الدستور الذى يحظى بالتوافق .. لكن ذلك كله كان ولازال يخاف معتقد راسخ وطريق تم تعبيده بشكل مسبق ولن امل ان اقول مثل كثير من المصرييين - فى شكل يعيد الى الاذهان سياسة الحزب المنحل – وليس بغريب ان نرى  هوى المجلس العسكرى الذى خفت صوته قليلا .. فى انسجاما منقطع النظير مع (الاخوان )اذ ليس ذلك بحديث .. ليتزامن مع ذلك وبعد ثناء (جون ماكين ) على كليهما  بعد ان فعلا ما يستوجب الشكر  بالافراج عن المتهمين فى قضية التمويلات .. ومن بعده  تصريح وزيرة الخارجية  (لن نفكر فى قطع المعونة عن مصر وعلاقتنا مستمرة ) ومن بعده  عرضا ( كريما ) من الامم المتحدة بمساعدة مصر فى كتابة دستورها الجديد .. واذا كان الاخوان انفسهم يعتقدون بانه لاشىء من امريكا الا بمقابل .. فالسؤال ما المقابل ؟ .
ان ثمة غيوم ليست برئية تحلق فى سماء السياسة المصرية .. ولا تنذرالا بسيول عاتية قادمة لتقتلع جذور  كل الذين تامروا وتهادنوا وتوافقوا على قتل  ارداة شعب خرج كالبركان فى يوم 25 يناير فقتل , وجرح ,وصمد , وصنع الثورةمتحديا كل الصعاب غير ابه بالعواقب ,والان هو ينظر وينتظر  ,فاحذروا .. الشعب لا يريد الا حقا مشروعا فى  صياغة  مستقبله .. الشعب لا يريد الا حكما عادلا يملك فيه دوره الذى هو اهلا له  .. الشعب لا يريد ان تضيع دماءا بذلت من اجل كرامته .. الشعب يريد ان يكتب دستوره بيده بعيدا عن يد مستعمر وفكر مستبد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

مدونة رهف للمعلوميات . هى مدونة عربية مصرية مهتمة بمجال التكنولوجيا والمعلوميات , تقدم شروحات حصرية فى هذا المجال من خلال قناتنا على اليوتيوب , كما توجد ايضا اقسام متنوعة فى عدد من المجالات الاخرى , وايضا المدونة تجد فى العديد من الشروحات فى مجال الويندوز والاندوريد, وايضا نقدم بعد الطرق والنصائح لتحقيق الارباح من الانترنت بطرق شرعية وبدون عناء , تم انشاء المدونة بداية العام 2019 وكان الغرض منها تقديم كل ماهو جديد فى مجال التكنولوجيا والمعلوميات ,