مصر بين المكانة .. وأفعال المهانة
مصر بين المكانة .. وأفعال المهانة
كتبه / الرفاعى عيد
أنا يا مصر مشتاق .. وقلبي لم
يزل غرا .. واسأل أين سلوته .. إذا طافت به الذكرى .. فلا والله لا
انسي .. ودمعات لكي تترى .. على فقد لعزتنا .. ومجد كان والفخرا
مصر
.. تلك الكلمة التي تتكون من حروف ثلاث سرعان ما يجرها القلم جرا .. وتراها
العين في ومضة .. لكنه حينما تستقر في أذنك
الكلمة تتراءى أمام عينك الدنيا بعظمة يذهل العقل أن يتدبرها ويعيها، ويذهب سارحا
محلقا في أفق تاريخ صنع بعرق الأجداد و عمق ضارب بجذور القدم بعيدا، وإتقان قد
تحدى في عنفوانه الحضارات، وألهب في نفوس الغزاة مطامع الاستيلاء، وهناك على جنيات
نيلها نزلت كل جموع الظمأ تروى عطش سنين طال مداها، فتقلبت مرارا وتكرارا ما بين
الألم والأمل والانتصار والانكسار يخبو ربيعها حينا ويزدهر سنين .. فترسل
عبر أثير الكون عطرا زهريا ممزوجا من عرق الطين .. ليكون في نهاية الأمر
.. روعة في البلوغ فاقت عنانا السماء، تلك هي مصر .. مصر التي ما هزها
كيدا تحاكى في المساء .. من سمع قول الحاج بن يوسف الثقفي ووقف عنده قليلا
حين قال عن مصر في وصيته لطارق بن عمرو لو ولاك أمير المؤمنين أمر مصر فعليك
بالعدل فهم قتلة الظلمة وهادمي الأمم وما أتى عليهم قادم بخير إلا التقموه كما
تلتقم إلام رضيعها، وما أتى عليهم قادم بشر إلا أكلوه كما تأكل النار اجف الحطب، وهم أهل قوة وصبر
وجلدة وحمل، لايغرنك صبرهم، ولا تستضعف قوتهم، فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه
إلا والتاج على رأسه، وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه فأتقى غضبهم ولا تشعل نارا لا يطفئها إلا خالقهم، فأنتصر بهم فهم خير
أجناد الأرض، وأتقى فيهم ثلاثا.. نسائهم فلا تقربهم بسوء وإلا أكلوك كما تأكل الأسود فرائسها... أرضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم... دينهم وإلا احرقوا عليك دنياك.
ترى
اى توصيف اجمع من هذا لمصر وشعبها؟ إن المتأمل في سير التاريخ سيذهل عن مصر
وشعبها حين يقرأ. وإنما إذ نقول فإننا نتوجه للذين تشددوا وتعنتوا وعطلوا وجه الحياة ميسور يهدءوا ويتريثوا ويتعففوا
وتفهم عقولهم ما يحاك فى الظلام ، اقصد هؤلاء الذين حزموا أمرهم إن يكونوا (الحازمون) في مشهد لا يتسم إلا
بالسذاجة السياسية، صانعين من أنفسهم أداة تستخدم لتحقق من المصالح لأعداء الثورة
الكثير والكثير، أقول ذلك بحيادية تامة وإيمان لا يتزعزع أن مصر اكبر من (حارمهم)
و إن رأوا أن حارمهم كبير .. فالحازمون
سيذهبون وستبقى مصر، وبعيدا عن مدى الصدق من عدمه فيما ذهب إليه المرشح المستبعد
في مسألة جنسية والدته وبعيدا عن مناقشة التحدي السافر للثورة والتشكيك الراجح حتى
الآن في نزاهة الانتخابات الرئاسية بتفصيل المادة 28 التي لا تجيز الطعن على قرار
اللجنة العليا للانتخابات، وبعيد ا عن تخبط البرلمان وضعفه الواضح، وبعيدا عن صمت
العسكري الذي لا ينبئ بخير، بعيدا عن هذا كله .. كنت أتمنى أن يكون المشهد غير ذلك لكن الانحياز إلى
الجانب الخطأ كان الاختيار. كنا نتمنى أن نسعى إلى استكمال الثورة
دونما يعكر الصفو وألا ننجذب إلى الخلاف والتشتت والتشرذم بهذه الصورة التي دفعنا
إليها عن عمد مسبق وتخطيط محكم .. وكان الاحتكام إلى حكمة الرجل وفطانتة
السياسية التي يدعيها بان يفوت عليهم ما يخططون وان يقبل ما حدث على وعد وتصريح
باللقاء واللجوء إلى القضاء ولتمر الأزمة دون تحقيق مصالح لأطراف أخرى وسد الذرائع
في وجه اى محاولة لتأخير تسليم السلطة، وليقم بدورة في الانضمام إلى الركب ودعم من
يراه مناسبا في السباق .. ليحافظ بذلك على وحدة الصف، ويسهم بشكل فاعل وبناء
في استكمال المشروع الثوري الذي خرج من اجله جموع المصريين كنت أراهن أن يفعل الرجل
هذا .. خاصة مع ظهور دعوات كثيرة من التيار الذي ينتمي إلية بالتروي تارة
والانسحاب تارة أخرى .. حتى وصل الأمر لتصريح بعض أقطاب التيار بعدم تأييده
إطلاقا .. لكن الرجل يعتد كثيرا في راية وهى من أهم سماته الشخصية، ودخل
مدفوعا أو طوعية في دهاليز إشكالية عشوائية ليس لها قواعد تنظم شكل الخروج الأمن
الذي يحفظ ماء الوجه، ولن يكون الخروج إلا بشكل تكون فيه الخسائر فادحة وثمنها لا
يساوى مقدار ما تم بذله، وبعد فلم يرى الرجل وأتباعه إلا أنفسهم في مشهد رأسي لم
يظهر منه إلا رقعة صغيرة يقفون فيها .. وانأ أقول لهم ولغيرهم انتم تقفون في
جزء صغير جدا من كل أكثر سعة وبراحا يجمع الجميع بروح واحدة وافق واحد على درب
واحد .. ولن يجد الذين تكالبوا وتنازعوا وتناحروا على مصالحهم الصغيرة إلا
مصير الذين تجبروا ورحلوا إلى غير رجعة في مزبلة التاريخ يقيمو

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق