جاري تحميل ... مصــر اليوم

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

مصر.. بين سلفية الاخوان . واخوانية السلفية

مصر.. بين سلفية الاخوان . واخوانية السلفية

كتبه / الرفاعى عيد

بداية فلسنا بصدد التأصيل  المذهبي للاعتقاد الفكري لكلا الفريقين  ( السلفيين والإخوان المسلمين ) قدر الحاجة إلى معرفة
 الإجابة لسؤال لاح في الأفق البعيد منذ نجاح الثورة مرحليا برحيل ( المخلوع ) وإتمام تكوين مجلسي النيابة البرلمانية  في مصر, وهو إلى أين يتجه بنا أي المذهبين أو كلاهما معا في رسم و تحديد الملمح الرئيسي والاساسى المكون لشكل مستقبل مصر في مرحلته الآنية والفاصلة من تاريخها  المعاصر, متلخصا ذلك  ومختزلا في تحديد الرئيس القادم , وفى هذا المقام فلا غنى إطلاقا عن معرفة رأى كل فريق في صاحبه - أو هكذا يتظاهرون - متبوعا ذلك ببعض الممارسات التي أودت بنا إلى هذا المشهد الغير متسق على مسرح الحياة السياسية في مصر ,فالإخوان لا يرون في السلفيين إلا ذلك المتعصب الشديد الذي لا تتغير آلياته السلوكية  الجامدة  لخدمة الدعوة وبالتالي فلا يملك من أمر إعمال العقل مساحة مؤهلة لتطبيق النص , إضافة إلى استغراقه في العمل الدعوى البحت الذي صرفه عن ممارسة العمل الميداني الاجتماعي والسياسي فلا خبرة له فيه ولا طاقة له به , ويرون أن نقاط الخلاف بينهم كبيرة  جدا فكرا ومنهجا  وقد ظهر ذلك جليا في المرحلة التمهيدية لإجراء انتخابات مجلس الشعب حيث كان من المقرر أن يتحدا كلا التيارين في ائتلاف واحد وبالفعل بعد جلسات ومناقشات فشل هذا المشروع لاعتراض كل منهما على منهجية الأخر فالسلفيون ابدوا اعتراضا شديدا على أن يضم هذا الائتلاف بعض اللبراليين والعلمانيين والأقباط وقالوا إن هذا مخالفا للمنهج  والإخوان يرون ذلك نوعا من الانغلاق الفكري وقلة في الخبرة السياسية ولا يصح أن يكون لهم شريكا على هذه الشاكلة علاوة على رصيدهم في الشارع  الذ ى لا يؤهلهم لخوض التجربة –وهوما ثبت عكسه فيما بعد, وبالتالي  فقد انسحبت  كل الأحزاب السلفية من هذا الائتلاف , ثم   إن  المواجهة التي جمعت كلا الفريقين في تلك الانتخابات كانت شديدة الضراوة ولا يمكن الحكم عليها آنذاك إنهما في طريق واحد لإتمام المشروع الاسلامى الكبير كما كان يردد البعض في الشارع لكسب التعاطف حينا ولضرب التيارات الأخرى أحيانا أكثر .
إما عن السلفيين بما يخص الرؤية العقائدية  للإخوان  فهم يرون بان الإخوان جماعة لا تدعوا  إلى الإلوهية والتحذير من البدع لأنها متخمة بالبدع ويستدلون بذلك على أن مؤسس الدعوة الاخوانية كان صوفيا على الطريقة الحفصية , وانه يرى شد الرحال إلى القبور, وانه موالى لليهود والنصارى , وانه من دعاة التقريب إلى الشيعة وانه كان يحضر الموالد
كما يرون –السلفيون –انه من فساد عقيدتهم ذلك المبدأ الذي تقف على أركانه الجماعة  (نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ) وهى قاعدة فاسدة من شأنها تمييع التعامل مع ا لقضايا الكبر ى .
ولا شك أن دلائل كلا من الفريقين لها من الاعتبار ما لها , غير أن مردود هذه الرؤى على المشهد السياسي هو ما يستحق النظر والمتابعة خاصة وان الحياة السياسية في مصر  باتت وكأنها خالية من اى تيارسياسى  يمكن أن يكون ( رومانه الميزان ) الذي يحفظ شكل التعددية  واختلاف  االالون بدلا من اتحاد اللون الذي يعيد إلى الأذهان شكل الحزب المنحل الذي مات غرقا في دماء  الشهداء.
ثم ما لبثت الأمور أن تقف عند هذا الحد حتى علت أصوات من هنا وهناك لتدعم هذه الروح الإسلامية الجديدة مطالبة إياها بالتوحيد وتحقيق الحلم الاسلامى الكبير الذي طال انتظاره وذلك على وزن – ائتلافات دعم الإسلاميين الجدد – ليخرج علينا إلا خوان  بعد ذلك وكالعادة بحذر  مداعبين للسلفيين  ليطرحوا على النقاش المجتمعي فقه الخلاف وأدبيات الاختلاف مما اثأر المخاوف في النفوس ليرد شوا بعد ذلك بان الإخوان ليسوا في مخططهم طرح مرشحا رئاسيا .. وتتوالى الأكروبات على المسرح السياسي ليخرج المتحدث الرسمي بتصريح يقول فيه أن جماعة الإخوان وذراعها السياسي ( حزب الحرية والعدالة لا يرى في اى مرشحا على الساحة من يحظى بتاييدة حتى الآن وان الرئيس القادم لم يظهر بعد , ومن قفزة إلى أخرى تتوالى التصريحات وتتعدد التلميحات للخروج من مأزق حقيقي كالكابوس الذي أصبح من صنع يديهم . حيث حسابات الموقف ليست في أيديهم هذه المرة وان (التورته ) التي اقتسموها  واشبعوا نهمهم السياسي منها قد تحولهم هم أنفسهم إلى توتة ليأكلها الغير .. وذلك تبعا لحسابات العقل والمنطق والتاريخ.. فالإخوان مقسمون على ثلاثة مرشحين لهم في الإخوان علاقة وتاريخ وتربية وهم بذلك التيار الأوحد الذي لن يلتزم أعضاءه بالتكليف وان تكلف الأمر إن يستخدم أعضاءه (التقية ) سيصبح الإخوان ما بين شقي الرحى وبين اختيارين أيسرهما مر إما الوقوف جنبا إلى جنب مع السلفية فتطغى  عليهم وهو خوف على المذهب والهوية إذ سيكون  الرئيس منهم ..  أو إن يفرقوا وتوزع أصواتهم فلا حسم لديهم ولا يملكون.
وإحقاقا للحق أقول الإخوان لن تخلوا جعبتهم من الإتيان بمزيد من الحيل التي اعتادوها للخروج الأمن من هذه المعضلة , ناهيك عن حالة الحماس الزائد للاعب ينزل إلى المستطيل السياسي في أول مباراة  دولية وهو السلفيون وبالتالي فإظهار الكفاءة أمر واجب للاعتماد .. لكن الخيار الأوحد للخروج من هذا النفق الضيق هو خيار شعبنا المكافح أبدا الدهر , شعبنا المناضل منذ فجر التاريخ عليه أن يعلم , وينظم , ويخرج , لتتحطم عند اقدامة كل المصالح الصغيرة , وليمزق بكلمته كل عقود بيع ارادتة التي حققت المعجزات وصنعت أروع ملحمة في تؤرخ مصر المعاصر على الإطلاق .. إيمانا بدوره في انه القائد والمعلم .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

مدونة رهف للمعلوميات . هى مدونة عربية مصرية مهتمة بمجال التكنولوجيا والمعلوميات , تقدم شروحات حصرية فى هذا المجال من خلال قناتنا على اليوتيوب , كما توجد ايضا اقسام متنوعة فى عدد من المجالات الاخرى , وايضا المدونة تجد فى العديد من الشروحات فى مجال الويندوز والاندوريد, وايضا نقدم بعد الطرق والنصائح لتحقيق الارباح من الانترنت بطرق شرعية وبدون عناء , تم انشاء المدونة بداية العام 2019 وكان الغرض منها تقديم كل ماهو جديد فى مجال التكنولوجيا والمعلوميات ,