هل يحتاج ربيعنا العربى الى ربيع
اضــــــ سريعةــــاه
هل يحتاج ربيعنا العربى الى ربيع
كتبه / الرفاعى عيد
ربما مخيبا للآمال قولى .. وداميا للقلوب ذلك
الإحساس النابع من ترجمة هذا العنوان , إذ يأتى ليحمل بين طياته مايوافق المثل
الشعبى المصرى الشائع (كأنك يابو زيد ماغازيت ) فكأنه ما أعد العدة والعتاد , ولا
ذهب إلى ميادين الموت بفلذة الأكباد ,ودق فيها الأوتاد وشيد المتاريس , ورفع فوقها
ألوية الرفض لقهر دام سنوات وسنوات , وكتب عليها شعاره المصنوع من إيمان راسخ وعزم
صادق .. مفاداة .. أن لا رحيل إلا برحيل الظلم وصناع الفساد.. وفى سبيل ذلك ولأجله
كانت الإثمان باهظة, لتأتى الصورة بعد ذلك في شكل جديد , تأتى وقد تغيرت مفرداتها
, لتصبح في داخل إطار مزركـش مـن زمن
الحلم , متساوية باتساق الفكر , معطرة برائحة
الدماء الطاهرة الذكية ,غير أن من قبع بتلك الصورة سكان غير أصليين , فقد سكن
فيها( الدجالون الجدد ) باعة الوهم ..ومتاجروا الموت ..وسارقي الأحلام جاءوا
لينقضوا على الحلم وليأخذوه رويدا , بعيدا.. فنلهث وراءه لنجد في أخر الطـريق جدارا عازلا, نقش عليه بخط
سلطوي ممقوت أعرج ( وكأنك يابو زيد.......الخ).
وبقليل من التأمل لحظات قليلة مع إعمال مذهب القياس عقلا بنظرة بعيدة على
واقعنا العربي , وما أل إلية حال الربيع العربي .. هذا الربيع الذي تحول إلى شتاء أهوج
فأطاحت أنواءه العاصفة بكل أمل تحقق, وجمدت برودته الشديدة كل حلم وليد_فالحال في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن وغيرها من أقطارنا العربية الحالمة بجديه في تغيير حقيقي ,وعدل له مرجعية,
وحرية غير ممنوحة– لا يمكن أن يقول عاقل انه نذير خير , ولا يمكن القول أيضا مع ما
حدث ويحدث انه ثمة ثورة قد حدثت على الأرض, هذا ما ينطبق على تونس ومن بعدها مصر
وليبيا .. ولتكن البداية بتونس التي حملت مشعل الصمود وأنارت بنضالها جنبات هذا
المربع العربي الغالي فمنذ 17 ديسمبر يوم( البوعزيزى ) الذي خرج محتجا على الواقع الأليم
من بطش اجتماعي وظلم معيشي وتدهور هنا وهناك .. فلا حريات تذكر ولا نمو يظهر, سواد
تام عم المشهد التونسي .. فخرجت الآلاف من هنا وهناك رافضة الظلم ثائرة على الأوضاع
حتى تحقق المأرب ونجحت الثورة ورحل بن على
وزبا نيتة دون رجعة .. والسؤال هل ...؟
أتت الثورة ثمارها ؟ , هل حدث التغيير الجذري
في المجتمع في كافة مناحيه كما يقول علم الثورات .. إذ الثورة في معناها تغيير
مفاجئ سريع بعيد الأثر في الكيان
الاجتماعي لتحطيم استمرار الأحوال القائمة في المجتمع وذلك بإعادة تنظيم وبناء
النظام الاجتماعي بناءا جذريا وبتطبيق ذلك على واقعنا العربي
فما هو واقع الثورة
التونسية لم تصل بعد أهدافها، نعم تمكنت من إسقاط زين العابدين بن علي، وتمكن
الشعب التونسي من التعبير عن نفسه ، ولكن مهمات أساسية من مهمات الثورة لم تنجز
بعد....
فالحريات
حتى الآن لم يرسم لها شكلا مميزا في
الدستور والقوانين، كما أن الديمقراطية كذلك لم تتحول إلى واقع من خلال الدستور
والمؤسسات، والأهم من كل ذلك هو أن القاعدة الاقتصادية للدكتاتورية لم تمس حتى الآن،
والشعب التونسي لم يحقق طموحاته الاقتصادية والاجتماعية التي خرج من اجلها ، بل على
العكس تماما ، فقد ساءت الحالة الاجتماعية للشعب من خلال تفاقم معدل البطالة ليقفز
إلى ما يزيد عن 19% إضافة إلى تراجع القدرة الشرائية بشكل ملحوظ ومن ناحية أخرى، فما زال شكل السياسة الخارجية ثابتا، فالحكومات المتعاقبة
منذ سقوط بن علي لم تغير السياسة الخارجية، بل مضت في السياسة ذاتها القائمة على
التبعية للدول الرأسمالية الغربية، وبعبارة أخرى، فإن الثورة لم تؤت أكلها فالأوضاع لم تتغير، حتى بعد انتخاب المجلس
الوطني التأسيسي، فالبرامج الاقتصادية والاجتماعية للائتلاف الثلاثي بزعامة حركة
النهضة لا يختلف في الجوهر عن السياسة الاقتصادية التي كان يرسمها بن على , إذا
هل كل ذلــك يوحى لعاقل أنها ثورة أريقت من اجلها الدماء ؟.!!
ومن الثورة
التونسية الملهمة إلى الثورة المصرية المستقبلة ثورة الغضب التي انطلقت في الخامس
والعشرين من يناير الماضي في كل ميادين مصر وضربت بسلميتها وتضحياتها مثلا ابهر
العالم وأشاد به الجميع , خرج الشعب المصري بما يحمله من
الم ومعاناة ليطالب بعدالة اجتماعية لم يعرف إليها سبيل ,وكرامة طال الشوق إليها
ولم يلقى على الجانب الأخر إلا مزيدا من الاستهزاء والمهانة فكان القرار بضرورة
التغيير ورحيل النظام الذي جثى فوق الأنفاس ثلاثة عقود من الزمان لهم الأسوأ في
تاريخ مصر الحديث .. وعلى دماء الشهداء سقط النظام .. ليتنسم الشعب عبق الحرية وليدخل إلى عهد جديد يرسم فيه
مستقبله حاصدا ما أنجزه من نصر عظيم لكن الأمر بات مختلفا ومن نفق إلى نفق دفع هذا
الشعب بقوة خفية لها مفعول السحر لتظل البلاد في قلاقل ما بين فتنة طائفية وأحداث
سلب ونهب وقتل على مستوى كبير وافتعال أزمات
تصرفت إزاءها الحكومات المتعاقبة المؤقتة بشكل أودى بالاقتصاد إلى الهاوية حتى وصف
المراقبون ما يحدث بأنها (منهجية في تدمير
الاقتصاد )هذا بالإضافة إلى تقلص حجم
الاستثمار لانعدام الميزان الامنى في البلاد وانتشار البلطجة في بلاهة من أولى
الأمر الذين عشقوا دور المتفرج الابلة ,وفى نهاية المطاف وجد الثائر المصري نفسه
صفر اليدين فلا حصل من ثورته إلا على
اسمها إذا هل كل ذلك يوحى لعاقل
أنها ثورة أريقت
من اجلها الدماء ؟!!
وفى الوقت التي
كانت فيه مصر في مواجه مع الظلم كانت موجات من المظاهرات تجتاح ليبيا انطلاقا من بنغازي
اعتراضا على اعتقال فتحي تريل: المحامى الليبي الذي تولى تولى قضية الدفاع عن
الأهالي في المجزرة الشهيرة في سجن بو سليم الذي ارتكبها نظام القذاف عام 1996خرجت الشرطة
لتقاوم المحتجين لتقابلهم طلقات الرصاص الحى دون هوادة أو رحمة وبعد مواجهات عنيفة استمرت نحو سبعة أشهر لينتهي
الأمر بمقتل القذاف وليجد الشعب الليبي نفسه في نهاية المطاف تحت حماية غربية
طامعة في خيره وأرضه فاصلا إياه عن محيطه العربي زارعا سمومه فيه لتجد الثورة الليبية
نفسها من بعد احتلال القذافى في احتلال جديد .. فهل هذه هي الثورة التي راح من
اجلها ما يقارب عن الخمسة الالاف شهيد .. وليست اليمن بأفضل حال من غيرها بعد
القتل والسفك والدمار وتحت رعاية عربية وبإيعاز من دول لا تريد لهذا الوطن الخير
يخرج على عبدالله صالح وكأن شيئا لم يكن.. يخرج باتفاق يكفل له كامل الحقوق ليس
فحسب بل ويضمن له ألا يلاحق على اى مستوى قضائى ولم يجن الشعب اليمنى من ذلك كله
الا سفك الدماء تاركا وراءه بلد مشرزم منقسم على نفسه .. ومروراسريعا على البحرين
وماحدث فيها والذى تم اخماده بالاستعانة بدول الجوار الى ما تم فى السعوديه من
حركات للتمرد ومحاولة الخروج عولجت بالقهرة تارة وبالعطاء والمن تارة اخرى .. هذا
بالاضافة الى ارهاصات الاحتجاجات فى
الاردن والمغرب والجزائر وغيرها مما كانت فى مطلع العام المنصرم الجميع خرج
رافضا للقهر والظلم طالبا العدالة والادامية وما تحقق على ارض الوقع لا يساوى ثمن
دماء الشهداء واخيرا ذلك المشهد الدامى
هناك فى قلب القومية العربيه فى سوريا حيث القتل والسفك دون حساب او رادع او وازع
وما ذلك الا طلبا للحرية والعدالة .. تلك هى نتائج الربيع العربى .. ترى و كل هذة
النتائج على الارض فهل يجوز لنا ان نقول
عنها انها ثمار الربيع التى يستحقها هذا الشعب العربى الابى العظيم .. اعتقد حتما
ان وقائع الامورتقررحقيقة مهمة وهى ان.. ربيعنا العربى يحتاج الى ربيع .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق